.[شِعْرُ الْحَارِثِ فِي الرّدّ عَلَى حَسّانَ]:
فَأَجَابَهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ، فَقَالَ:
اللّهُ أَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ قِتَالَهُم ْ ** حَتّى حَبَوْا مُهْرِي بِأَشْقَرَ مُزْبِدوَعَرَفْتُ أَنّي إنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا ** أُقْتَلْ وَلَا يَنْكِي عَدُوّي مَشْهَدِيفَصَدَدْتُ عَنْهُمْ وَالْأَحِبّةُ فِيهِمْ ** طَمَعًا لَهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ مُفْسِدٍقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: قَالَهَا الْحَارِثُ يَعْتَذِرُ مِنْ فِرَارِهِ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَرَكْنَا مِنْ قَصِيدَةِ حَسّانَ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا، لِأَنّهُ أَقْذَعَ فِيهَا.
.[شِعْرٌ لِحَسّانَ فِيهَا أَيْضًا]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَ بَدْرٍ ** غَدَاةَ الْأَسْرِ وَالْقَتْلِ الشّدِيدِبِأَنّا حَيْنَ تَشْتَجِرُ الْعَوَالِي ** حُمَاةُ الْحَرْبِ يَوْمَ أَبِي الْوَلِيدِقَتَلْنَا ابْنَيْ رَبِيعَةَ يَوْمَ سَارا ** إلَيْنَا فِي مُضَاعَفَةِ الْحَدِيدِوَفَرّ بِهَا حَكِيمٌ يَوْمَ جَالَتْ ** بَنُو النّجّارِ تَخْطِرُ كَالْأُسُودِوَوَلّتْ عِنْدَ ذَاكَ جَمُوعُ فِهْرٍ ** وَأَسْلَمَهَا الْحُوَيْرِث مِنْ بِعِيدِلَقَدْ لَاقَيْتُمْ ذُلّا وَقَتْلًا ** جَهِيزًا نَافِذًا تَحْتَ الْوَرِيدِوَكُلّ الْقَوْمِ قَدْ وَلّوْا جَمِيعًا ** وَلَمْ يَلْوُوا عَلَى الْحَسَبِ التّلِيدِوَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
يَا حَارِ قَدْ عَوّلْتَ غَيْرَ مُعَوّلٍ ** عِنْدَ الْهِيَاجِ وَسَاعَةَ الْأَحْسَابِإذْ تَمْتَطِي سُرُحَ الْيَدَيْنِ نَجِيبَةً ** مَرْطَى الْجِرَاءِ طَوِيلَةَ الْأَقْرَابِوَالْقَوْمُ خَلْفَك قَدْ تَرَكْتَ قِتَالَهُمْ ** تَرْجُو النّجَاءَ وَلَيْسَ حَيْنَ ذَهَابِأَلّا عَطَفْت عَلَى ابْنِ أُمّك إذْ ثَوَى ** قَعْصَ الْأَسِنّةِ ضَائِعَ الْأَسْلَابِعَجّلَ الْمَلِيكُ لَهُ فَأَهْلَكَ جَمْعَهُ ** بِشَنَارِ مُخْزِيَةٍ وَسُوءِ عَذَابِقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَرَكْنَا مِنْهَا بَيْتًا وَاحِدًا أَقْذَعَ فِيهِ.قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ بَلْ قَالَهَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَارِثِ السّهْمِيّ:
مُسْتَشْعِرِي حَلَقِ الْمَاذِيّ يَقْدُمُهُمْ ** جَلْدُ النّحِيزَةِ مَاضٍ غَيْرُ رِعْدِيدِأَعْنِي رَسُولَ إلَهِ الْخَلْقِ فَضّلَهُ ** عَلَى الْبَرّيّةِ بِالتّقْوَى وَبِالْجُودِوَقَدْ زَعَمْتُمْ بِأَنْ تَحْمُوا ذِمَارَكُمْ ** وَمَاءُ بَدْرٍ زَعَمْتُمْ غَيْرُ مَوْرُودِثُمّ وَرَدْنَا وَلَمْ نَسْمَعْ لِقَوْلِكُمْ ** حَتّى شَرِبْنَا رَوَاءً غَيْرَ تَصْرِيدِمُسْتَعْصِمِينَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْجَذِمٍ ** مُسْتَحْكَمٍ مِنْ حِبَالِ اللّهِ مَمْدُودِفِينَا الرّسُولُ وَفِينَا الْحَقّ نَتْبَعُهُ ** حَتّى الْمَمَاتِ وَنَصْرٌ غَيْرُ مَحْدُودِوَافٍ وَمَاضٍ شِهَابٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ** بَدْرٌ أَنَارَ عَلَى كُلّ الْأَمَاجِيدِقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: بَيْتُهُ مُسْتَعْصِمِينَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْجَذِمٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيّ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
خَابَتْ بَنُو أَسَدٍ وَآبَ غُزّيهِم ** يَوْمَ الْقَلِيبِ بِسَوْءَةٍ وَفُضُوحمِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِي تَجَدّلَ مُقْعَصًا ** عَنْ ظَهْرِ صَادِقَةِ النّجَاءِ سَبُوحِحَيْنًا لَهُ مِنْ مَانِعٍ بِسِلَاحِهِ ** لَمّا ثَوَى بِمَقَامِهِ الْمَذْبُوحِوَالْمَرْءُ زَمْعَةُ قَدْ تَرَكْنَ وَنَحْرُهُ ** يَدْمَى بِعَانِدٍ مُعْبَطٍ مَسْفُوحِمُتَوَسّدًا حُرّ الْجَبِينِ مُعَفّرًا ** قَدْ عُرّ مَارِن أَنْفِهِ بِقُبُوحِوَنَجَا ابْنُ قَيْسٍ فِي بَقِيّةَ رَهْطِهِ ** بِشَفَا الرّمَاقِ مُوَلّيًا بِجُرُوحِوَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَتَى أَهْلَ مَكّةَ ** إبَارَتُنَا الْكُفّار فِي سَاعَةِ الْعُسْرِقَتَلْنَا سَرَاةَ الْقَوْمِ عِنْدَ مَجَالِنَا ** فَلَمْ يَرْجِعُوا إلّا بِقَاصِمَةِ الظّهْرِقَتَلْنَا أَبَا جَهْلٍ وَعُتْبَة قَبْلَهُ ** وَشَيْبَةُ يَكْبُو لِلْيَدَيْنِ وَلِلنّحْرِقَتَلْنَا سُوَيْدًا ثُمّ عُتْبَة بَعْدَهُ ** وَطُعْمَة أَيْضًا عِنْدَ ثَائِرَةِ الْقَتْرِفَكَمْ قَدْ قَتَلْنَا مِنْ كَرِيمٍ مُرَزّإٍ ** لَهُ حَسَبٌ فِي قَوْمِهِ نَابَهُ الذّكْرُتَرَكْنَاهُمْ لِلْعَاوِيَاتِ يَنُبْنَهُمْ ** وَيَصْلَوْنَ نَارًا بَعْدُ حَامِيَةَ الْقَعْرِلَعَمْرُك مَا حَامَتْ فَوَارِسُ مَالِكٍ ** وَأَشْيَاعُهُمْ يَوْمَ الْتَقَيْنَا عَلَى بَدْرٍقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيّ بَيْتَهُ قَتَلْنَا أَبَا جَهْلٍ وَعُتْبَة قَبْلَهُ وَشَيْبَةُ يَكْبُو لِلْيَدَيْنِ وَلِلنّحْرِ:قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
نَجّى حَكِيمًا يَوْمَ بَدْرٍ شَدّهُ ** كَنَجَاءِ مُهْرٍ مِنْ بَنَاتِ الْأَعْوَجِلَمّا رَأَى بَدْرًا تَسِيلُ جِلَاهُهُ ** بِكَتِيبَةٍ خَضْرَاءَ مِنْ بَلْخَزْرَجلَا يَنْكُلُونَ إذَا لَقُوا أَعْدَاءَهُمْ ** يَمْشُونَ عَائِدَةَ الطّرِيقِ الْمَنْهَجكَمْ فِيهِمْ مِنْ مَاجِدٍ ذِي مَنْعَةٍ ** بَطَل بِمَهْلَكَةِ الْجَبَانِ الْمُحْرَجِوَمُسَوّدٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ بِكَفّهِ ** حَمّالَ أَثْقَالِ الدّيَاتِ مُتَوّجٍزَيْنِ النّدِيّ مُعَاوِدٍ يَوْمَ الْوَغَى ** ضَرْبَ الْكُمَاةِ بِكُلّ أَبْيَضَ سَلْجَجقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قَوْلُهُ سَلَجج، عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسّانُ أَيْضًا:
فَمَا نَخْشَى بِحَوْلِ اللّهِ قَوْمًا ** وَإِنْ كَثُرُوا وَأُجْمِعَتْ الزّحُوفُإذَا مَا أَلّبُوا جَمْعًا عَلَيْنَا ** كَفَانَا حَدّهُمْ رَبّ رَءُوفٌسَمَوْنَا يَوْمَ بَدْرٍ بِالْعَوَالِي ** سِرَاعًا مَا تُضَعْضِعُنَا الْحُتُوفُفَلَمْ تَرَ عُصْبَةً فِي النّاسِ أَنْكَى ** لِمَنْ عَادَوْا إذَا لَقِحَتْ كُشُوفٌوَلَكِنّا تَوَكّلْنَا وَقُلْنَا ** مَآثِرُنَا وَمَعْقِلُنَا السّيُوفُلَقِينَاهُمْ بِهَا لَمّا سَمَوْنَا ** وَنَحْنُ عِصَابَةٌ وَهُمْ أُلُوفٌوَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا، يَهْجُو بَنِي جُمَحَ وَمَنْ أُصِيبَ مِنْهُمْ:
جَمَحَتْ بَنُو جُمَحٍ لِشِقْوَةِ جَدّهِمْ ** إنّ الذّلِيلَ مُوَكّلٍ بِذَلِيلٍقُتِلَتْ بَنُو جُمَحٍ بِبَدْرٍ عَنْوَةً ** وَتَخَاذَلُوا سَعْيًا بِكُلّ سَبِيلٍجَحَدُوا الْكِتَابَ وَكَذّبُوا بِمُحَمّدٍ ** وَاَللّهُ يُظْهِرُ دِينَ كُلّ رَسُولٍلَعَنَ الْإِلَهُ أَبَا خُزَيْمَةَ وَابْنَهُ ** وَالْخَالِدَيْنِ وَصَاعِدَ بْنَ عَقِيل.[شِعْرُ عَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِي قَطْعِ رِجْلِهِ]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطّلِبِ فِي يَوْمِ بَدْر ٍ، وَفِي قَطْعِ رِجْلِهِ حَيْنَ أُصِيبَتْ فِي مُبَارَزَتِهِ هُوَ وَحَمْزَةُ وَعَلِيّ حِينَ بَارَزُوا عَدُوّهُمْ- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ يُنْكِرُهَا لِعُبَيْدَة:
سَتَبْلُغُ عَنّا أَهْلَ مَكّةَ وَقْعَةٌ ** يَهُبّ لَهَا مَنْ كَانَ عَنْ ذَاكَ نَائِيًابِعُتْبَة إذْ وَلّى وَشَيْبَةُ بَعْدَهُ ** وَمَا كَانَ فِيهَا بِكْر عُتْبَة رَاضِيًافَإِنْ تَقْطَعُوا رِجْلِي فَإِنّى مُسْلِمٌ ** أُرَجّي بِهَا عَيْشًا مِنْ اللّهِ دَانِيًامَعَ الْحُورِ أَمْثَالَ التّمَاثِيلِ أُخْلِصَتْ ** مَعَ الْجَنّةِ الْعُلْيَا لِمَنْ كَانَ عَالِيًاوَبِعْتُ بِهَا عَيْشًا تَعَرّقْتُ صَفْوَهُ ** وَعَالَجْتُهُ حَتّى فَقَدْتُ الْأَدَانِيَافَأَكْرَمَنِي الرّحْمَنُ مِنْ فَضْلِ مَنّهِ ** بِئَوْب مِنْ الْإِسْلَامِ غَطّى الْمُسَاوِيَاوَمَا كَانَ مَكْرُوهًا إلَيّ قِتَالُهُمْ ** غَدَاةَ دَعَا الْأَكْفَاءَ مَنْ كَانَ دَاعِيًاوَلَمْ يَبْغِ إذْ سَالُوا النّبِيّ سَوَاءَنَا ** ثَلَاثَتنَا حَتّى حَضَرْنَا الْمُنَادِيَالَقِينَاهُمْ كَالْأُسْدِ تَخْطِرُ بِالْقَنَا ** نُقَاتِلُ فِي الرّحْمَنِ مَنْ كَانَ عَاصِيَافَمَا بَرِحَتْ أَقْدَامُنَا مِنْ مَقَامِنَا ** ثَلَاثَتُنَا حَتّى أَزِيرُوا الْمَنَائِيَاقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: لَمّا أُصِيبَتْ رِجْلُ عَبِيدَةَ قَالَ أَمَا وَاَللّهِ لَوْ أَدْرَكَ أَبُو طَالِبٍ هَذَا الْيَوْمَ لَعَلِمَ أَنّي أَحَقّ مِنْهُ بِمَا قَالَ حِينَ يَقُولُ:
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللّهِ يُبْزَى مُحَمّدٌ ** وَلَمّا نُطَاعِن دُونَهُ وَنُنَاضِلْوَنُسْلِمُهُ حَتّى نُصَرّعَ حَوْلَهُ ** وَنُذْهَل عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلَائِلِوَهَذَانِ الْبَيْتَانِ فِي قَصِيدَةٍ لِأَبِي طَالِبٍ وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا فِيمَا مَضَى مِنْ هَذَا الْكِتَابِ.
.رِثَاءُ كَعْبٍ لِعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمّا هَلَكَ عَبِيدَة بْنُ الْحَارِثِ مِنْ مُصَابِ رِجْلِهِ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيّ يَبْكِيهِ:
أَيَا عَيْنُ جُودِي وَلَا تَبْخَلِي ** بِدَمْعِك حَقّا وَلَا تَنْزُرِيعَلَى سَيّدٍ هَدّنَا هُلْكُهُ ** كَرِيمِ الْمَشَاهِدِ وَالْعُنْصُرِجَرِيءِ الْمُقَدّمِ شَاكِي السّلَاحِ ** كَرِيمِ النّثَا طَيّبِ الْمَكْسِرِعَبِيدَة أَمْسَى وَلَا نَرْتَجِيهِ ** لِعُرْفٍ عَرَانَا وَلَا مُنْكِرِوَقَدْ كَانَ يَحْمَى غَدَاةَ الْقِتَا ** لِ حَامِيَةَ الْجَيْشِ بِالْمُبْتَرِ.[شِعْرٌ لِكَعْبِ فِي بَدْرٍ]:
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا، فِي يَوْمِ بَدْرٍ:
أَلَا هَلْ أَتَى غَسّانَ فِي نَأْيِ دَارِهَا ** وَأَخْبَرُ شَيْءٍ بِالْأُمُورِ عَلِيمُهَابِأَنْ قَدْ رَمَتْنَا عَنْ قِسِيّ عَدَاوَةٍ ** مُعَدّ مَعًا جُهّالُهَا وَحَلِيمُهَالِأَنّا عَبَدْنَا اللّهَ لَمْ نَرْجُ غَيْرَهُ ** رَجَاءَ الْجِنَانِ إذْ أَتَانَا زَعِيمُهَانَبِيّ لَهُ فِي قَوْمِهِ إرْثُ عِزّةٍ ** وَأَعْرَاقُ صِدْقٍ هَذّبَتْهَا أُرُومُهَافَسَارُوا وَسِرْنَا فَالْتَقَيْنَا كَأَنّنَا ** أُسُودُ لِقَاءٍ لَا يُرَجّى كَلِيمُهَاضَرَبْنَاهُمْ حَتّى هَوَى فِي مَكَرّنَا ** لِمَنْخِرِ سَوْءٍ مِنْ لُؤَيّ عَظِيمُهَافَوَلّوْا وَدُسْنَاهُمْ بِبِيضِ صَوَارِمِ ** سَوَاءٌ عَلَيْنَا حِلْفُهَا وَصَمِيمُهَاوَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا:
لَعَمْرُ أَبِيكُمَا يَا بَنِي لُؤَيّ ** عَلَى زَهْوٍ لَدَيْكُمْ وَانْتِخَاءِلَمَا حَامَتْ فَوَارِسُكُمْ بِبَدْرٍ ** وَلَا صَبَرُوا بِهِ عِنْدَ اللّقَاءِوَرَدْنَاهُ بِنُورِ اللّهِ يَجْلُو ** دُجَى الظّلْمَاءِ عَنّا وَالْغِطَاءِرَسُولُ اللّهِ يَقْدُمُنَا بِأَمْرٍ ** مِنْ أَمْرِ اللّهِ أُحْكِمَ بِالْقَضَاءِفَمَا ظَفَرَتْ فَوَارِسُكُمْ بِبَدْرِ ** وَمَا رَجَعُوا إلَيْكُمْ بِالسّوَاءِفَلَا تَعْجَلْ أَبَا سُفْيَانَ وَارْقُبْ ** جِيَادَ الْخَيْلِ تَطْلُعُ مِنْ كَدَاءِبِنَصْرِ اللّهِ رُوحُ الْقُدْسِ فِيهَا ** وَمِيكَالُ فَيَا طِيبَ الْمَلَاءِ.[شِعْرُ طَالِبٍ فِي مَدْحِ الرّسُولِ وَبُكَاءِ أَصْحَابِ الْقَلِيبِ]:
وَقَالَ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَمْدَحُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَيَبْكِي أَصْحَابَ الْقَلِيبِ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ:
أَلَا إنّ عَيْنِي أَنْفَدَتْ دَمْعَهَا سَكْبًا ** تُبَكّي عَلَى كَعْبٍ وَمَا إنْ تَرَى كَعْبَاأَلَا إنّ كَعْبًا فِي الْحُرُوبِ تَخَاذَلُوا ** وَأَرْدَاهُمْ ذَا الدّهْرُ وَاجْتَرَحُوا ذَنْبًاوَعَامِرٌ تَبْكِي لِلْمُلِمّاتِ غُدْوَةً ** فَيَالَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَرَى لَهُمَا قُرْبًاهُمَا أَخَوَايَ لَنْ يُعَدّا لِغَيّةِ ** تُعَدّ وَلَنْ يُسْتَامُ جَارُهُمَا غَصْبَافَيَا أَخَوَيْنَا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلًا ** فِدًا لَكُمَا لَا تَبْعَثُوا بَيْنَنَا حَرْبًاوَلَا تُصْبِحُوا مِنْ بَعْدِ وُدّ وَأُلْفَةٍ ** أَحَادِيثَ فِيهَا كُلّكُمْ يَشْتَكِي النّكْبَاأَلَمْ تَعْلَمُوا مَا كَانَ فِي حَرْبِ دَاحِسٍ ** وَجَيْشِ أَبِي يَكْسُومٍ إذْ مَلَئُوا الشّعْبَافَلَوْلَا دِفَاعُ اللّهِ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ** لَأَصْبَحْتُمْ لَا تَمْنَعُونَ لَكُمْ سِرْبًافَمَا إنْ جَنَيْنَا فِي أَقُرَيْشٌ عَظِيمَةً ** سِوَى أَنْ حَمَيْنَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ التّرْبَاأَخَا ثِقَةٍ فِي النّائِبَاتِ مُرَزّأً ** كَرِيمًا نَثَاهُ لَا بَخِيلًا وَلَا ذَرْبًايُطِيفُ بِهِ الْعَافُونَ يَغْشَوْنَ بَابَهُ ** يَؤُمّونَ بَحْرًا لَا نَزُورًا وَلَا صَرْبًافَوَاَللّهِ لَا تَنْفَكّ نَفْسِي حَزِينَةً ** تَمَلْمُلُ حَتّى تَصْدُقُوا الْخَزْرَجَ الضّرْبَا.[شِعْرُ ضِرَارٍ فِي رِثَاءِ أَبِي جَهْلٍ]:
وَقَالَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطّابِ الْفِهْرِيّ يَرْثِي أَبَا جَهْلٍ:
أَلَا مَنْ لَعَيْنٍ بَاتَتْ اللّيْلَ لَمْ تَنَمْ ** تُرَاقِبُ نَجْمًا فِي سَوَادٍ مِنْ الظّلَمْكَأَنّ قَذًى فِيهَا وَلَيْسَ بِهَا قَذًى ** سِوَى عَبْرَةٍ مِنْ جَائِلِ الدّمْعِ تَنْسَجِمْفَبَلّغْ قُرَيْشًا أَنّ خَيْرَ نَدِيّهَا ** وَأَكْرَمَ مَنْ يَمْشِي بِسَاقٍ عَلَى قَدَمْثَوَى يَوْمَ بَدْرٍ رَهْنَ خَوْصَاءَ رَهْنُهَا ** كَرِيمُ الْمَسَاعِي غَيْرُ وَغْدٍ وَلَا بَرَمْفَآلَيْتُ لَا تَنْفَكّ عَيْنَيّ بِعَبْرَةٍ ** عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الرّئِيسِ أَبِي الْحَكَمْعَلَى هَالِكٍ أَشْجَى لُؤَيّ بْنَ غَالِبٍ ** أَتَتْهُ الْمَنَايَا يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ يَرِمْتَرَى كِسَرَ الْخَطّيّ فِي نَحْرِ مُهْرِهِ ** لَدَى بَائِنٍ مِنْ لَحْمِهِ بَيْنَهَا خِذَمْوَمَا كَانَ لَيْثٌ سَاكِنٌ بَطْنَ بِيشَةٍ ** لَدَى غَلَلٍ يَجْرِي بِبَطْحَاءَ فِي أَجَمْبِأَجْرَأَ مِنْهُ حِينَ تَخْتَلِفُ الْقَنَا ** وَتُدْعَى نَزَالِ فِي الْقَمَاقِمَة الْبُهَمْفَلَا تَجْزَعُوا آلَ الْمُغِيرَةِ وَاصْبِرُوا ** عَلَيْهِ وَمَنْ يَجْزَعْ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلَمْوَجِدّوا فَإِنّ الْمَوْتَ مَكْرُمَةٌ لَكُمْ ** وَمَا بَعْدَهُ فِي آخِرِ الْعَيْشِ مِنْ نَدَمْوَقَدْ قُلْتُ إنّ الرّيحَ طَيّبَةٌ لَكُمْ ** وَعِزّ الْمَقَامِ غَيْرُ شَكّ لِذِي فَهَمْقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ يُنْكِرُهَا لِضِرَارٍ.
.[شِعْرُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فِي رِثَاءِ أَبِي جَهْلٍ]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، يَبْكِي أَخَاهُ أَبَا جَهْلٍ:
أَلَا يَا لَهْفَ نَفْسِي بَعْدَ عَمْرٍو ** وَهَلْ يُغْنِي التّلَهّفُ مِنْ قَتِيلِيُخْبِرُنِي الْمُخَبّرُ أَنّ عَمْرًا ** أَمَامَ الْقَوْمِ فِي جَفْرٍ مُحِيلِفَقِدْمًا كُنْتُ أَحْسِبُ ذَاكَ حَقّا ** وَأَنْتَ لِمَا تَقَدّمَ غَيْرُ فِيلِوَكُنْتُ بِنِعْمَةِ مَا دُمْتَ حَيّا ** فَقَدْ خُلّفْت فِي دَرَجِ الْمَسِيلِكَأَنّ حِينَ أُمْسِي لَا أَرَاهُ ** ضَعِيفُ الْعَقْدِ ذُو هَمّ طَوِيلِعَلَى عَمْرٍو إذَا أَمْسَيْتُ يَوْمًا ** وَطَرْفٌ مَنْ تَذَكّرِهِ كَلِيلِقَالَ ابْنُ هِشَامِ: وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ يُنْكِرُهَا لِلْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَقوله: فِي جَفْرٍ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ.
.[شِعْرُ ابْنِ الْأَسْوَدِ فِي بُكَاءِ قَتْلَى بَدْرٍ]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ شُعُوبٍ اللّيْثِيّ وَهُوَ شَدّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ:
تُحَيّي بِالسّلَامَةِ أُمّ بَكْرٍ ** وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِفَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ** مِنْ الْقَيْنَاتِ وَالشّرْبِ الْكِرَامِوَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ** مِنْ الشّيزَى تُكَلّلُ بِالسّنَامِوَكَمْ لَكِ بِالطّوِيّ طَوِيّ بَدْرٍ ** مِنْ الْحَوْمَاتِ وَالنّعَمِ الْمُسَامِوَكَمْ لَكِ بِالطّوِيّ طَوِيّ بَدْرٍ ** مِنْ الْغَايَاتِ وَالدّسُع الْعِظَامِوَأَصْحَابِ الْكَرِيمِ أَبِي عَلِيّ ** أَخِي الْكَاسِ الْكَرِيمَةِ وَالنّدَامِوَإِنّك لَوْ رَأَيْت أَبَا عَقِيلٍ ** وَأَصْحَابَ الثّنِيّةِ مِنْ نَعَامِإذًا لَظَلِلْت مِنْ وَجْدٍ عَلَيْهِمْ ** كَأُمّ السّقْبِ جَائِلَةِ الْمَرَامِيُخَبّرُنَا الرّسُولُ لَسَوْفَ نَحْيَا ** وَكَيْفَ لِقَاءُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ؟قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ النّحْوِيّ:
يُخَبّرُنَا الرّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا ** وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامقَالَ وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ ثُمّ ارْتَدّ.
.[شِعْرُ أُمَيّةَ بْنِ أَبِي الصّلْتِ فِي رِثَاءِ قَتْلَى بَدْرٍ]:
وَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أُمَيّةُ بْنُ أَبِي الصّلْتِ، يَرْثِي مَنْ أُصِيبَ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ:
أَلّا بَكَيْتِ عَلَى الْكِرَا ** مِ بَنِي الْكِرَامِ أُولِي الْمَمَادِحْكَبُكَا الْحَمَامِ عَلَى فُرُو ** عِ الْأَيْكِ فِي الْغُصْنِ الْجَوانِحْيَبْكِينَ حَرّى مُسْتَكِي ** نَاتٍ يَرُحْنَ مَعَ الرّوَائِحْأَمْثَالُهُنّ الْبَاكِيَا ** تُ الْمُعْوِلَات مِنْ النّوَائِحْمَنْ يَبْكِهِمْ يَبْكِ عَلَى ** حُزْنٍ وَيَصْدُق كُلّ مَادِحْمَاذَا بِبَدْرٍ فَالْعَقَن ** جَحَاجِحْفَمَدَافِعُ الْبَرَقَيْنِ فَالْح ** الْأَوَاشِحْشُمْطٍ وَشُبّانٍ بِهَا ** لَيْلٍ مَغَاوِيرَ وَحَاوِحْأَلَا تَرَوْنَ لِمَا أَرَى ** وَلَقَدْ أَبَانَ لِكُلّ لَامِحْأَنْ قَدْ تَغَيّرَ بَطْنُ مَكّةَ ** فَهِيَ مُوحِشَةُ الْأَبَاطِحْمِنْ كُلّ بِطْرِيقٍ لِبِطْرِيقٍ ** نَقِيّ الْقَوْنِ وَاضِحْدُعْمُوص أَبْوَابِ الْمُلُوّ ** كِ وَجَائِبٌ لِلْخَرْقِ فَاتِحْمِنْ السّرَاطِمَةِ الْخَلَا ** جِمَةِ الْمَلَاوِثَةِ الْمَنَاجِحْالْقَائِلِينَ الْفَاعِلِينَ ** الْآمِرِينَ بِكُلّ صَالِحْالْمُطْعِمِينَ الشّحْمَ فَوْ ** قَ الْخُبْزِ شَحْمًا كَالْأَنَافِحْنُقُلُ الْجِفَانِ مَعَ الْجِفَا ** نِ إلَى جِفَانٍ كَالْمَنَاضِحْلَيْسَتْ بِأَصْفَارٍ لِمَنْ ** يَعْفُو وَلَا رَحّ رَحَارِحْلِلضّيْفِ ثُمّ الضّيْفِ بَعْدَ ** الضّيْفِ وَالْبُسُطِ السّلَاطِحْوُهُبُ الْمِئيِنَ مِنْ الْمِئيِنَ ** إلَى الْمِئيِنَ مِنْ اللّوَاقِحْسَوْقُ الْمُؤَبّلِ لِلْمُؤَبّلِ ** صَادِرَاتٌ عَنْ بَلَادِحْلِكِرَامِهِمْ فَوْقَ الْكِرَا ** مِ مَزِيّةٌ وَزْنَ الرّوَاجِحْكَتَثَاقُلِ الْأَرْطَالِ بِالْقِسْطَاسِ ** فِي الْأَيْدِي الْمَوَائِحْخَذَلَتْهُمْ فِئَةٌ وَهُمْ ** يَحْمُونَ عَوْرَاتِ الْفَضَائِحْالضّارِبِينَ التّقُدُمِيّةَ ** بِالْمُهَنّدَةِ الصّفَائِحْوَلَقَدْ عَنَانِي صَوْتُهُمْ ** مِنْ بَيْنِ مُسْتَسْقٍ وَصَائِحْلِلّهِ دَرّ بَنِي عَ ** لِيّ أَيّمٍ مِنْهُمْ وَنَاكِحْإنْ لَمْ يُغِيرُوا غَارَةً ** شَعْوَاءَ تُجْحِرُ كُلّ نَابِحْبِالْمُقْرَبَاتِ الْمُبْعَدَا ** تِ الطّامِحَاتِ مَعَ الطّوَامِحْمُرْدًا عَلَى جُرْدٍ إلَى ** أَسَدٍ مُكَالِبَةٍ كَوَالِحْوَيُلَاقِ قِرْنٌ قِرْنَهُ ** مَشْيَ الْمُصَافِحِ لِلْمُصَافِحْبِزُهَاءِ أَلْفٍ ثُمّ أَلْفٍ ** بَيْنَ ذِي بَدَنٍ وَرَامِحْقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَرَكْنَا مِنْهَا بَيْتَيْنِ نَالَ فِيهِمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. وَأَنْشَدَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ بَيْتَهُ:
وَيُلَاقِ قِرْنٌ قِرْنَهُ ** مَشْيَ الْمُصَافِحِ لِلْمُصَافِحْوَأَنْشَدَنِي أَيْضًا:
وُهُبُ الْمِئيِنَ مِنْ الْمِئيِنَ ** إلَى الْمِئيِنَ مِنْ اللّوَاقِحْسَوْقُ الْمُؤَبّلِ لِلْمُؤَبّلِ ** صَادِرَاتٌ عَنْ بَلَادِحْقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أُمَيّةُ بْنُ أَبِي الصّلْتِ، يَبْكِي زَمْعَةَ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَقَتْلَى بَنِي أَسَدٍ:
عَيْنُ بَكّي بِالْمُسْبِلَاتِ أَبَا الْحَ ** ارِثِ لَا تَذْخَرِي عَلَى زَمْعَهْوَابْكِي عَقِيلَ بْنَ أَسْوَد أَسَدَ ال ** وَالدّفَعَهْتِلْكَ بَنُو أَسَدٍ إخْوَةِ الْجَوْ ** زَاءِ لَا خَانَةٌ وَلَا خَدَعَهْهُمْ الْأُسْرَةُ الْوَسِيطَةُ مِنْ كَعْبٍ ** وَهُمْ ذِرْوَةُ السّنَامِ وَالْقَمَعَهْأَنْبَتُوا مِنْ مَعَاشِر شَعَرَ ال ** رّأْسِ وَهُمْ أَلْحَقُوهُمْ الْمَنَعَهْأَمْسَى بَنُو عَمّهِمْ إذَا حَضَرَ الْب ** وَجِعَهْوَهُمْ الْمُطْعِمُونَ إذْ قَحَطَ الْقَطْ ** رُ وَحَالَتْ فَلَا تَرَى قَزَعَهْقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هَذِهِ الرّوَايَةُ لِهَذَا الشّعْرِ مُخْتَلِطَةٌ لَيْسَتْ بِصَحِيحَةِ الْبِنَاءِ لَكِنْ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحْرِزٍ خَلَفُ الْأَحْمَرُ وَغَيْرُهُ رَوَى بَعْضٌ مَا لَمْ يَرْوِ بَعْضٌ:
عَيْنُ بَكّي بِالْمُسْبَلَاتِ أَبَا الْحَا ** رِثِ لَا تَذْخَرِي عَلَى زَمْعَهْوَعَقِيلَ بْنَ أَسْوَدَ أَسَدَ الْبَأْ ** سِ لِيَوْمِ الْهِيَاجِ وَالدّفَعَهْفَعَلَى مِثْلِ هُلْكِهِمْ خَوَتْ الْجَوْ ** زَاءُ لَا خَانَةٌ وَلَا خَدَعَهْوهُمْ الْأُسْرَةُ الْوَسِيطَةُ مِنْ كَعْبٍ ** وَفِيهِمْ كَذِرْوَةِ الْقَمَعَهْأَنْبَتُوا مِنْ مَعَاشِرَ شَعَرَ الرّأ ** الْمَنَعَهْفَبَنُو عَمّهِمْ إذَا حَضَرَ الْبَأْ ** سُ عَلَيْهِمْ أَكْبَادُهُمْ وَجِعَهْوَهُمْ الْمُطْعِمُونَ إذْ قَحَطَ الْقَطْرُ ** وَحَالَتْ فَلَا تَرَى قَزَعَهْالنبوية لابن هشام_الجزء الثاني.